(الجزء الثاني )
ويواصل باقان في شهادته (لعاين) أن قائد طلاب الحزب الحاكم واسمه منذر ظل في جامعة الخرطوم منذ 1983 وجه طلاب الحزب الحاكم بضرب طلاب الجامعة بقوله (أضربوا الكفار،أضربوا العملاء) وفي الاثناء قامت قوات الشرطة بضرب الطلاب المعتصمين بينما قام أفراد جهاز الأمن بحماية طلاب الحزب الحاكم ، واضاف (لم يكتف طلاب الحزب الحاكم والأمن الطلابي باحداث صبيحة الأحد الماضي بل في مساء ذات اليوم قاموا بالاعتداء على داخلية طالبات كلية الزراعة شمبات ودخلوا عليهن متنكرين في زي نسائي(عباءة) واستدرجهن وقاموا بضربهن ) ، وواصل باقان عضو لجنة تقص الحقائق سرد أحداث يوم الاثنين الماضي ، وقال( تجمعت حشود طلاب الحزب الحاكم وتجاوز عددهم ال(1000) ودخلت (31) عربة بها ملثمين ومدججين بالسلاح) ثم دخلوا في اشتباك مع طلاب الجامعة وكان عددهم قليلاً .
واشار باقان الى ان عناصر جهاز الأمن تدخلوا وقاموا باطلاق الرصاص في الهواء ، ومن ثم اعتدوا على الطالبات ومنهن الطالبة سعدية التي اصيب بحالة اغماء، ووفاق قرشي، وتسنيم، وقال ( ثم اقتحموا مكتب دكتور عصمت محمود ونائب عميد كلية الأداب سابقا حيث قاموا بنهب كل ممتلكات المكتب ، ثم اتجهوا إلى كلية القانون وقاموا بالاعتداء على الطالبات، واعتدوا على طالب الماجستير طارق الذي طلب منهم عدم الاعتداء على الطالبات ) ، واضاف ( لقد مارسوا الارهاب على مصور مكتبة القانون ، وقاموا بالاعتداء على كلية الاقتصاد وكسروا بعض المكاتب .
وقال باقان إن الاعتصام شامل في كل أنحاء الجامعة وكافة الطلاب وليس محصورا على طلاب دارفور، أو الجبهة الثورية، والجبهة الديمقراطية كما تدعي أجهزة النظام الأمنية، وقال إن طلاب العلوم الإدارية امتنعوا من الجلوس للامتحانات ، واضاف باقان (نحن حريصون على استقرار الجامعة وسنواصل اعتصامنا إلى أن تتحقق مطالب الطلاب ) مستنكراً الحديث حول وجود مسلحين يتبعون للحركات المسلحة المعارضة للحكومة، وقال إن الطلاب المسلحين هم طلاب الحزب الحاكم.
وقالت مصادر من الجامعة “إن ضباط الشرطة دخلوا في ملاسنة حادة مع منسوبي جهاز الأمن الوطني كادت أن تتحول إلى نزاع بين أفراد القوتين .
وتقول الطالبة بكلية الزراعة ياسمين طه لـ(عاين) إن الاحداث إندلعت عندما طلبت مجموعة من طلاب المؤتمر الوطني من بقية الطلاب اخلاء الحرم الجامعي،
ومن جانبها قالت الطالبة سماح بكلية الغابات وهي احدى الضحايا حيث اصيبت بكسر في اعلى الكتف أثناء الاحداث في حديث لـ(عاين ) إن مجموعة من طلاب حزب المؤتمر الوطني الحاكم كانت مسلحة بالقضبان الحديدية و الاسلحة البضاء، إقتحمت داخلية الطالبات بمجمع شمبات صباح الاثنين الماضي، وقامت بالاعتداء على الطالبات بصورة عشوائية، و أوضحت أنها كانت مع مجموعة من الطالبات والطلاب عندما وقع الهجوم، وعندما حاولوا التصدي للمهاجمين تعرضت لكسر في اعلى كتفها واصابات طفيفة في الوجه، وأكدت اصابة ثلاث طالبات بجروح متفاوتة جراء الهجوم على الداخلية، وقالت ( قامت المجموعة بحرق عدد من غرف الطالبات)
الاساتذة الوضع يسير نحو الانهيار
ومن جانبه وصف الاستاذ بكلية الاقتصاد بالجامعة الدكتور محمد يوسف محمد مصطفي الوضع في الجامعة بالسيئ جداً، في ظل تطور الاحداث الاخيرة ، عقب اقتحام مجموعات مسلحة بالعصي والمديات من طلاب المؤتمر الوطني للحرم الجامعي، بعربات لا تحمل لوحات.
و قال في حديث مصطفى لـ (عاين) إنه شاهد مجموعة من الطلاب يحملون المديات والعصي ويطاردون الطلاب والطالبات في مجمع الوسط في الجامعة في شارع النيل، وأضاف ( ما يحدث في جامعة الخرطوم يؤكد سقوط هيبة الاجهزة الامنية ويوحي بغياب الحكومة او أنها متوطئة، محملاً الشرطة مسؤولية ما حدث لتقاعسها على التدخل اللازم لحماية الطلاب.
في الوقت الذي طالبت فيه مبادرة أساتذة جامعة الخرطوم من أجل (جامعة آمنة ومستقرة ) بتعليق الدراسة بالجامعة لدخول مجموعات مسلحة غير نظامية للجامعة ، وأشار بيان الأساتذة إلى أن تلك المجموعات عملت على حجر حرية الرأي والتعبير باستخدام أساليب وصفها بالبربرية واستخدام السيخ والسلاح الأبيض والملتوف وأكد بيان صادر من مبادرة أستاذة جامعة الخرطوم تعدي تلك المجموعات على مكاتب الأساتذة وألمح البيان إلى أن تلك المجموعات ذات صلة بالسلطة .
إدارة الجامعة إتهامات لطلاب و تعليق جزئي للدراسة
من جانبها قالت عمادة شؤون الطلاب، إن الأحداث بدأت بمناوشات بين مجموعتين طلابيتين، الأولى تريد استمرار الدراسة والأخرى تسعى إلى عرقلة مسيرتها ، وأوضح بيان عمادة الطلاب أن المناوشات سرعان ما تحولت إلى مخاطبات ، وقاد النقاش إلى استخدام الملتوف ولحصب بالحجارة ، وأدان البيان بشدة كل الأساليب التي تتخذ من العنف وسيلة لحل المشكلات ، ونوّه البيان إلى أن بعض المطالب مرتبطة بلجان تحقيق خارج الجامعة، ولا تملك الإدارة اتخاذ القرار بشأنها، واعداً بأن تسعى الإدارة لمتابعتها مع تلك الجهات ولكنها تحتاج الى وقت .
وقرر مجلس عمداء جامعة الخرطوم تعليق الدراسة بجميع كليات مجمع شمبات لأجل غير مسمى وذلك نسبة للاعتصامات وأعمال العنف التي صاحبت الأحداث الأخيرة ، مؤكداً رفضه للعنف بكل أشكاله ودخول السلاح للحرم الجامعي.
وعلى صعيد القضاء فيما يتعلق بقضية الشهيد ابكر على عبر المحامي بارود صندل عضو هيئة الاتهام عن استيائه من طريقة سير الإجراءات ،وقال لـ(عاين) إن التحقيقات لم تمض إلى الامام لاسباب سياسية وهي أن أصابع الاتهام اتجهت لطلاب منسوبين للحزب الحاكم،وأضاف قائلاً حتى تصريحات والي ولاية الخرطوم عبدالرحمن الخضر بصفته رئيس لجنة أمن الولاية والتي وعد فيها بالمساعدة في التحري لم تساهم في دفع ملف القضية ، وأعلن أن هيئة الاتهام في طريقها لتحريك القضية في الأيام المقبلة