٨سبتمبر٢٠١٤م
توصلت الوساطة الأفريقية بأديس أبابا الى اتفاق مبادئ حول الحوار السوداني مع مجموعة إعلان باريس “الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي” وموفدي آلية “7+6” التي تمثل قوى المعارضة والحكومة السودانية في مبادرة الحوار الوطني في الداخل ، في وقت اكدت الجبهة الثورية انها متمسكة على وحدة المعارضة لاحداث التغيير ، وشددت على انها لا تكذب على الشعب السوداني في قضية التغيير اما بالنقاط او بالضربة القاضية .
وعقدت الآلية الافريقية اجتماعات مكثفة طوال الاسبوع الماضي بينها وقيادات الجبهة الثورية ضمت رئيسها مالك عقار ، ونوابه مني اركو مناوي ، جبريل ابراهيم ، عبد الواحد محمد النور ، التوم هجو ، ورئيس هيئة الاركان عبد العزيز الحلو ومسؤول الشؤون الانسانية علي ترايو ، ومسؤول العلاقات الخارجية ياسر عرمان ، واجتماعات اخرى عقدتها الآلية الافريقية مع زعيم الصادق المهدي ، وانضم وفد من الآلية (7+6 ) التي شكلها الحوار الوطني في الداخل ، وترددت ابناء عن انسحاب رئيس حركة تحرير السودان نائب رئيس الجبهة الثورية عبد الواحد النور ورفضه الاتفاق مع لجنة (7+6 ) التي وصفها بانها لجنة حكومية .
ووقع غازي صلاح الدين رئيس حركة ( الاصلاح الان ) ممثلا عن لجنة الحوار في الداخل والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أحمد سعد عمرعلى الاتفاق، كما وقع رئيس حزب الأمة الصادق المهدي ورئيس الجبهة الثورية مالك عقار عن مجموعة إعلان باريس، على اتفاق مماثل، بشهادة رئيس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي على الاتفاقين في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا .
وقال غازي صلاح الدين في تصريح عقب الاجتماع إن تطابق المبادئ الموقعة بين لجنة أمبيكي وطرفي آلية الحوار الوطني وإعلان باريس، يفتح باب المبادرة السياسية على مصراعيه ويضع الأسس المبدئية للحوار ، مشيراً الى ان الاطراف اتفقت على مبادئ للحوار الوطني وانها لم تخرج عن الادبيات السياسية العامة بما في ذلك خارطة الطريق لمجموعة (7+6 ) ، مؤكداً ان الوساطة الافريقية وقعت بصورة مستقلة عن ( اعلان باريس ) على وثيقة تحمل ذات المبادئ ، وقال ان ذلك يعني ان المجموعة الاخرى على استعداد للمشاركة في الحوار ، مشدداً على ضرورة التواصل بين القوى السياسية لاطلاق حوار سياسي شامل .
وكانت آلية الحوار الوطني اختارت في إجتماعها الأخير غازي صلاح الدين وأحمد سعد عمر للجنة الاتصال بالحركات المسلحة والقوى الرافضة للحوار بالخارج بهدف إلحاقهم بعملية الحوار الوطني الذى دعا له الرئيس عمر البشير في يناير الماضي.
وتوقعت مصادر تحدثت لـ ( عاين ) ان تجرى مفاوضات منفصلة بين الحركة الشعبية في الشمال والحكومة السودانية في اديس ابابا منتصف اكتوبر المقبل على ان تتمثل بقية فصائل الجبهة الثورية على اساس استشاري ، وقالت المصادر ان الحركة الشعبية لن تقبل بذلك باعتبار انها تسعى الى وضع المفاوضات في منبر واحد وان تتمثل الجبهة الثورية بكاملها في مفاوضات الحل الشامل ، واشارت المصادر ان رئيس الآلية الافريقية ثابو مبيكي ردد بانه يحمل تفويضاً من مجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي بحصر المفاوضات بين الخرطوم والحركة الشعبية ، وقالت ان الوضع الجديد قد يتطلب بان يتم اشراك مجلس الامن الدولي لوضع خارطة طريق جديدة تشمل كل الاطراف السودانية وان يتم تخصيص وضعية لمناطق الحرب في تلك الخارطة لخصوصية المناطق المتاثرة بالحرب وقضايا النازحين واللاجئين .
من ناحيتها اكدت الجبهة الثورية السودانية ان الاتفاق الذي وقعته في اديس ابابا يمثل نقلة نوعية لخريطة طريق الجبهة الثورية واعلان باريس الذي تم توقيعه في اغسطس الماضي وللعملية الدستورية وقضايا الحوار الوطني بكاملها ، وشددت على انها وجدت الاعتراف بها ككتلة واحدة على منصة الاتحاد الافريقي والامم المتحدة بعد جهود مضنية ، وجددت دعوتها للمؤتمر الوطني بان يختار طريق التغيير او ان يتم تغييره ، واكدت انها لن تساوم في احداث التغيير .
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة الثورية الامين العام للحركة الشعبية في السودان ياسر عرمان لشبكة ( عاين ) بعد اجتماعات اديس ابابا ان هنالك حقائق سياسية جديدة تتشكل على الارض وتفاعلات سياسية تخلق واقعاً سياسياً جديداً ، واضاف ( هذا عنوانه الدفع بالحلول الشاملة ووحدة القوى الراغبة في التغيير ) ، وشدد على ان المؤتمر الوطني ان يختار طريق التغيير او سيتم تغييره ، وقال ان الاجتماع الذي ضم الجبهة الثورية مع الآلية الرفيعة التابعة للاتحاد الافريقي ، الامم المتحدة ، اليوناميد والايقاد جاء بعد جهود مضنية للاعتراف بالجبهة الثورية ككتلة متحدة على منصة الاتحاد الافريقي والامم المتحدة ، وتابع (هذا يشكل منعطف جديد ويوم جديد يضاف الى اعلان باريس الذي كان حاضراً في اديس ابابا ) ، وقال ( نحن لا نكذب على شعبنا ولا مساومة في احداث التغيير ) .
وقال عرمان ان الجبهة الثورية مستعدة للحوار على الحل الشامل الذي يحقق المواطنة المتساوية لجميع السودانيات والسودانيين وخارطة الطريق التي طرحتها الجبهة الثورية واعلان باريس ، واضاف ( سنواصل العمل على اسقاط النظام طالما ظل يرفض الحلول السلمية ) ، وجدد دعوته للنظام بان يختار اي طريق يريد ان يسلكه ، وقال ( نحن نفضل الحل السلمي الشامل ) ، واصفاً ما تم في اديس ابابا امس بانه نقلة نوعية لخريطة طريق الجبهة الثورية واعلان باريس وللعملية الدستورية وقضايا الحوار الوطني باكمله ، وقال ( نحن الان تحصلنا على اعتراف اقليمي ودولي وما تبقى هو انجاز وحدة قوى المعارضة وقوى التغيير والتوجه بحسم وفق برنامج واحد لاحداث التغيير ) .
وقال عرمان ان المؤتمر الوطني يتعامل مع قضايا السودان تاكتيكياً ، متهماً حزب البشير بالتعامل مع قضايا السودان الكبرى على اساس ( تاكتيكي ) ولا يمتلك رؤية جامعة وثاقبة ويعيش على المخاوف وطمع السلطة ، وقال ( نحن على استعداد للجلوس لمخاطبة مخاوف المؤتمر الوطني لتحقيق تطلعات شعبنا في السلام العادل ووقف الحرب والتحول الديموقراطي والحفاظ على وحدة السودان باقامة مشروع وطني جديد يوحد السودانيين ) ، واضاف ان المشروع الوطني الجديد يوفر السلام والطعام والديموقراطية والعدالة والمواطنة بلا تمييز ، وزاد ( الان خارطة الطريق التي وقعناها مع مبيكي لا بديل لها ) ، مشيراً الى ان اديس ابابا تشهد اجتماعات بين الجبهة الثورية والناشطين من المجتمع المدني وممثلي قوى الاجماع الوطني الذين تمكنوا من الوصول الى مقر الاجتماع